قد يكون مصطلح HDR واحداً من أكثر المصطلحات إثارةً للارتباك بين المُهتمّين بتصوير الفيديو، لذا سنبدأ شرحنا له بمثالٍ بسيطٍ.
لنفرض أنكّ تُريد تصوير مقطع فيديو يتضمّن أحد العناصر شديدة السّطوع (مثل مصباح كهربائيّ، أو الشّمس، أو السّماء وقت الظّهيرة.. إلخ)، قد تُساعدك كاميرتك (بفرض أنّك تمتلك كاميرا احترافيّة) في التقاط طيف إضاءة هذا العُنصر بالكامل رغم شدّته، لكنّ إذا تمّ عرض هذا المقطع على شاشة عاديّة رُبمّا لا تستطيع الشّاشة عرض شدّة الإضاءة الحقيقيّة كما التقطتها الكاميرا.
…والحل؟
الحل “التّرقيعيّ” في هذه الحالة هو “إظلام” تلك البُقع شديدة السّطوع قليلاً لتتمكّن الشاشات من عرضها دون فقدان الكثير من التّفاصيل، وهو ما يُعرف باسم SDR أو Standard Dynamic Range.
هُنا يأتي دور التّقنية الأحدث HDR أو High Dynamic Range (المدى الديناميكي العالي)، والتي تتواجد في مُعظم شاشات العرض وأجهزة التّلفاز الحديثة، والتي تهدف ببساطة -عبر دمج عدّة تقنيات معاً- إلى الحفاظ على التّفاصيل في البُقع شديدة السّطوع دون الحاجة لإظلام كامل اللّقطة. بكلمات أُخرى، الحفاظ على البُقع السّاطعة ساطعة، وعلى البُقع المُظلمة مُظلمة، وبهذا يحصل المُشاهد على صورة أقرب للواقع تتضمّن تفاصيل البُقع السّاطعة والمُظلمة معاً.
نُقدّم في فوتولت خدمات الإنتاج الفنيّ، وتصوير الفيديو، وتأجير الأستوديو، ونوفّر مجموعة من أحدث الكاميرات ومُعدّات تصوير الفيديو التي تُلائم جميع احتياجات المصوّرين.
HDR: أهي تقنية كاميرات أم تقنية شاشات؟
تستطيع العين البشريّة التّفريق بين طيف ديناميكي من السّطوع والخفوت يصل إلى 6000:1، والكاميرات الاحترافية كانت قادرة مُنذ عشرات السّنين على التقاط طيف قريب من قدرات العين البشريّة، لكن لسوء الحظّ لم تكن تكنولوجيا شاشات العرض قادرة على الوصول إلى قُدرات الكاميرات وعرض الطّيف كما يجب أن يكون.
لكنّ الأمر تغيّر بحلول عام 2010 تقريباً عندما بدأت تكنولوجيا الشّاشات وأجهزة الإسقاط الحديثة في غزو الأسواق. حيث ظهرت شاشات LCD وشاشات البلازما، ثُمّ شاشات OLED القادرة على التّحكم بإضاءة كُلّ بكسل على حدة، ومنذ ذلك الحين أصبحت تكنولوجيا HDR عُنصراً أساسيّاً في الأفلام السينمائيّة، والقنوات الفضائيّة، ومحتوى وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وحتّى ألعاب الفيديو.
لذا يُمكن القول إنّ تقنية HDR هي مزيج من تقنية الكاميرات وتقنية الشّاشات، فللحصول على مقطع فيديو ذو مدى ديناميكي عاليّ، يجب أن يُصّور المقطع بكاميرات تدعم HDR، ويجب أيضاً أن يُعرض على شاشة (أو جهاز إسقاط) يدعم HDR أيضاً.
HDR في التّصوير الفوتوغرافيّ
وينبغي هُنا عدم الخلط بين ما سبق وبين التصوير الفوتوغرافي بتقنية HDR، وهي تقنية أقدم عُمراً بكثير، وفيها يتم التقاط عدّة صور لنفس المشهد مع التّعريض (Exposure) أو كميّة الضوء المسموح بوصولها إلى حسّاس الكاميرا أو الفيلم، ودمج هذه الصّور ذات التّعريض المُختلف بهدف الحصول على أفضل تفاصل مُمكنة لكُلّ من المساحات المُضيئة والمُظلّلة في الصّورة. بينما في تصوير الفيديو بتقنية HDR يتمّ استخدام نفس التّعريض في الكاميرا.