سُرعة الغالق (Shutter speed) هي أحد أضلاع مُثلّث التّعريض (Exposure Triangle) مع الـ ISO وفتحة العدسة (Aperture). وهي العناصر التي تتحكّم في كميّة الضّوء الواصل إلى حسّاس الكاميرا في الكاميرات الرّقميّة، ولها تأثير هائل جداً على نوعيّة الصّورة النّاتجة.
إذا كُنت تُصوّر بكاميرا هاتف جوّال، أو تستخدم الوضع الأوتوماتيكي في الكاميرا، فلن تحتاج لضبط سُرعة الغالق أو غيرها من إعدادات التّعريض، إذ سيقوم مُعالج الكاميرا بضبطها اعتماداً على ظروف التّصوير، وتحديداً ظروف الإضاءة. لكنّ المصوّرين المُحترفين لا يفضّلون الاعتماد على الإعدادات الأوتوماتيكية، ويُفضّلون ضبط إعدادات الكاميرا يدويّاً لأنّها تمنحهم تحكّماً أفضل في نوعية الصّور المُلتقطة. حتّى أن بعض كاميرات الهواتف الجوّالة أصبحت توفّر بعض أدوات التّحكم في إعدادات التّعريض، وإن كان تحكّما رقمياً لا يصل إلى مستوى التّحكم البصري في الكاميرات الاحترافيّة.
ما هي سُرعة الغالق؟
تُعرّف سُرعة الغالق بأنّها الوقت الذي يظلّ فيه غالق الكاميرا مفتوحاً سامحاً بوصول الضّوء من الجسم إلى حسّاس عبر العدسات. مثلاً عندما نقول إنّ سُرعة الغالق هي 1/100 فإنّ هذا يعني أن حسّاس الكاميرا يظّل مُستقبلاً الضّوء لمُدّة جزء من 100 جزء من الثّانية.
ومن الطبيعي بُناءً على هذا التّعريف أن يصل إلى الحسّاس كميّة أكبر من الضّوء كُلّما استعملنا سُرعة غالق أبطأ، وهذا يُكافئ استخدام فتحة عدسة أكبر، أو استخدام قيمة ISO أعلى، لكن لزيادة وتقليل سُرعة الغالق تأثيرات أُخرى تختلف عن تأثيرات فتحة العدسة والـ ISO كما سنرى في ما بعد.
تُقاس سُرعة الغالق بالثّانية (ثانية، ثانيتان، 3 ثوانٍ.. إلخ) لكن ينبغي الانتباه إلى أنّ سُرعات الغالق الشّائعة تكون بوحدات الأجزاء من الثّانية، مثل 1/15 أو 1/160 أو 1/500 ثانية، لهذا فإنّ زيادة الرّقم الموجود في المقام يعني زمناً أقلّ وبالتّالي سُرعة غالق أعلى.
تتضمن جميع كاميرات DSLR والكاميرات عديمة المرآة تقريباً وضع الأولويّة لسُرعة الغالق، والذي يُشار إليه بالرّمز S أو رمز TV. يسمح لك هذا الوضع بضبط سُرعة الغالق يدوياً بينما تقوم الكاميرا بضبط بقيّة إعدادات التّعريض.
كما يُمكن أيضاً استخدام الوضع اليدوي، الذي يُشار إليه بالرّمز M في ضبط سُرعة الغالق.
قيم سُرعة الغالق
تسمح مُعظم كاميرات DSLR والكاميرات عديمة المرآة الحديثة بمدى سُرعة غالق يتراوح بين 1/8000 إلى 30 ثانية عادةً.
- سُرعة الغالق من 1/000 إلى 1/8000 ثانية تُعتبر عالية جداً، وتحتاج لظروف إضاءة ممتازة، وهي مُناسبة لتصوير الأجسام فائقة السّرعة مثل سيّارات السّباق.
- سُرعة الغالق من 1/250 إلى 1/100 ثانية لا تزال سُرعة عالية، وتحتاج لظروف إضاءة جيّدة، وهي مُناسبة لتصوير الأحداث الرياضيّة والحيوانات الرّاكضة.
- سُرعة الغالق من 1/50 إلى 1/100 ثانية تُعتبر سُرعة فوق متوسّطة، وهي مُلائمة للتّصوير دون ترايبود.
- سُرعة الغالق من 1/15 إلى 1/100 ثانية تُعتبر سرعة متوسّطة وهي مناسبة لأغراض التّصوير العامّة مع أو دون ترايبود.
- سُرعة الغالق من 1 إلى 1/15 ثانية تُعتبر سرعة بطيئة، وتحتاج حتماً إلى استخدام ترايبود، وهي مناسبة للحصول تأثيرات فنيّة للحركة في الصّورة.
- سُرعة الغالق من 30 إلى 1 ثانية تُعتبر سرعة بطيئة جداً وهي مناسبة لأغراض التّصوير الخاصة فقط.
تتواجد في السّوق كاميرات قادرة على التّصوير بسُرعة غالق أعلى من 1/8000 ثانية (تسمح بالحصول على صورة واضحة لرصاصة لحظة خروجها من فوّهة المسدس مثلاً) لكنّها في العادة تكون كاميرات ذات غرض خاصّ وخارجة عن نطاق اهتمام التّصوير الاحترافي العادي. وأيضاً من الممكن استخدام وضع المصباح (Bulb mode) في مُعظم الكاميرات لتمديد سُرعة الغالق أكثر من 30 ثانية لدقائق أو حتّى لساعات، طالما تستمر في الضّغط على زرّ التّصوير.
تأثير سُرعة الغالق على الصّورة
كما أسلفنا، استخدام غالق أسرع يسمح بمرور كميّة أقلّ من الضّوء، لكن التأثير الأهمّ هو ما يُسمّى بـ”تجميد الصّورة”، استخدام غالق سريع لتصوير عناصر مُتحرّكة يسمح لك بالحصول على صورة “مُجمّدة” لتلك العناصر، لأن الصّورة يتمّ التقاطها بالكامل في لحظة خاطفة لا يكاد العُنصر فيها يكون قد تحرّك على الإطلاق.
لهذا فإنّ استخدام سُرعات الغالق العالية يقترن دوماً بتصوير الأجسام السّريعة كسيّارات السّباق والقطارات والأحداث الرّياضية والطيور عند الرّغبة في الحصول على صور واضحة.
أي سُرعة الغالق يتوجّب عليّ استخدامها؟
يعتمد الأمر على ما ترغب في تصويره أولاً، وعلى ظروف الإضاءة ثانياً، استخدام سُرعة غالق عالية ضروري للحصول على صورة ثابتة واضحة للأجسام السّريعة، لكن هذه ليست قاعدةً أبداً، ففي بعض الأحيان يتعمّد المصوّر استخدام سُرعة غالق بطيئة للحصول على صورة ضبابيّة بهدف منح الإحساس بسرعة الجسم في الصّورة:
ومن الممكن تصوير اللّقطة السّابقة بطريقة معكوسة، بحيث تظهر الخلفيّة ضبابيّة، بينما تظهر الدّراجات حادّة وواضحة، ولفعل هذا يجب تتبّع الدّراجات بالكاميرا مع استخدام سُرعة غالق بطيئة. أيضاً من الشّائع استخدام سُرعة الغالق البطيئة في الحصول على تلك الصّور الليلية المُبهرة لأضواء السّيارات في المُدن، والتي تُسمّى أحياناً الرّسم بالضّوء:
في المُقابل، للحصول على صورة “مُجمّدة” لعناصر سريعة الحركة، مثل صورة لطائر الطّنان الشّهير، ستحتاج بالطّبع إلى غالق فائق السُّرعة (ضع في اعتبارك أنّ جناحي الطّائر يرفّان 80 مرّة في الثّانية الواحدة في هذه الصّورة):
أيضاً، يجب وضع عامل الإضاءة في الاعتبار عند تحديد سُرعة الغالق المناسبة، فاستخدام سُرعات غالق عالية تحتاج إلى توافر ظروف إضاءة جيّدة، وإذا لم يكن هذا هو الحال، فإنّك تكون مضطراً لاستخدام سُرعات منخفضة. أيضاً عند استخدام غالق بطيء، من الضّروري استخدام فتحة عدسة صغيرة و/أو تخفيض قيمة الـ ISO، وإلا ستحصل على صورة شديدة السّطوع بحيث قد تختفي التّفاصيل فيها تماماً.
أخيراً، إذا لم يكن من الممكن استخدام ترايبود في اللّقطة، فسيتوجّب عليك في هذه الحالة استخدام غالق سريع إذا كنت ترغب في الحصول على صورة حادّة لموضوعك.